شخصيّاتٌ فلسطينيّةٌ تحذّر من خطورة مبدأ تبادل الأراضي

شخصيّاتٌ فلسطينيّةٌ تحذّر من خطورة مبدأ تبادل الأراضي

شخصيّاتٌ فلسطينيّةٌ تحذّر من خطورة مبدأ تبادل الأراضي

By : Jadaliyya Reports

[بيان]

خلال حلقة نقاش نظمها مركز "مسارات" بالبيرة

شخصيّاتٌ فلسطينيّةٌ تحذّر من خطورة مبدأ "تبادل الأراضي" على الحقوق الفلسطينيّة

البيرة: بحثت مجموعةٌ من الشخصيّات السياسيّة والأكاديميّة والقانونيّة مخاطرَ مبدأ "تبادل الأراضي" مع إسرائيل وتداعياته على مستقبل الدولة الفلسطينية على حدود 1967، خصوصًا في ظل احتفاظ إسرائيل بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية والقدس وضمها إليها، والآثار القانونية المترتبة على أي اتفاقيات يمكن إبرامها على أساس تبادل الأراضي بين القيادة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.

جاء ذلك خلال حلقة نقاش ضمن حلقات التفكير الإستراتيجي، نظمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) في مقره بمدينة البيرة، وتمحورت حول مبدأ "تبادل الأراضي"، وافتتح الندوة وأدار الحوار خليل شاهين، مدير البحوث والسياسات في المركز.

وقدم شعوان جبارين، مدير مؤسسة الحق، شرحًا عن الأبعاد القانونية ذات العلاقة بمبدأ "تبادل الأراضي"، وقال إنّه في الآونة الأخيرة تقوم أطراف دولية بحث الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات على أساس حدود 1967 مع "تبادل للأراضي" متفق عليه، وظهرت الخلافات بين الجانبين حول مساحة الأراضي التي يتم تبادلها ومناطق وجودها. وقدم الفلسطينيون في وقت سابق اقتراحًا وافقوا فيه على تبادل ما نسبته 1.9% من أراضي الضفة الغربية مع إسرائيل. وتتمحور المقترحات المتداولة حول احتفاظ إسرائيل بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مثل مستوطنات "بيتار عليت" و"موديعين عيليت" و"كيدوميم" و"أرئيل" و"معاليه أدوميم"؛ مقابل أراضٍ زراعية تكاد تخلو من السكان تقع بالقرب من قطاع غزة وصحراء سيناء، وجزءًا من أراضي الضفة الغربية وأراضٍ واقعة في صحراء النقب.

وأضاف جبارين أن التنازل عن الأراضي يطرح ضمن البند المتعلق بالأراضي في "اتفاقية السلام" التي سيجري التوصل إليها بين الطرفين، وقال إنه لا يوجد لاتفاقيات السلام أساس قانوني مستقل أو خاص في القانون الدولي، وإن إبرام الاتفاقيات بين الجانبين لن يفضي إلى إنهاء الاحتلال، "لأن القوة القائمة بالاحتلال تنهي سيطرتها الفعلية على الإقليم الخاضع لاحتلالها بالانسحاب منه، مع عدم مقدرتها على تملك القدرة على ممارسة سلطتها في الإقليم"، منوها إلى أنه "طالما بقيت إسرائيل تمارس سيطرتها الفعلية على الأرض الفلسطينية المحتلة فإن قانون الاحتلال الحربي يوفر حماية لصالح السكان الفلسطينيين الخاضعين لاحتلالها".

وأشار إلى أن المبادئ العامة التي يقوم عليها القانون الدولي الإنساني تستند إلى اللائحة الرابعة الملحقة باتفاقية لاهاي وإلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر في أحكامها "إبرام اتفاقات قد يجبر الوضع غير المتوازن للطرفين فيها سلطات الإقليم المحتل على التوقيع على اتفاقيات تنتقص من حقوق السكان الخاضعين للاحتلال"، كما تحظر المادتان (2) و(47) من نفس الوثيقة على ممثلي الشعب الفلسطيني إبرام اتفاقيات تجيز "تبادل الأراضي" تحت الاحتلال.

وبين أن وجود المستوطنات يستهدف حرمان السكان الفلسطينيين من ممارسة حقهم في تقرير المصير من خلال تقطيع أوصال الأرض الفلسطينية المحتلة وتفتيتها ومنع الشعب الفلسطيني من ممارسة سيادته على موارده الطبيعية، وقال إن ما تقوم به إسرائيل من خلق وقائع على الأرض من خلال توسيع الاستيطان وبناء الجدار ومصادرة الأراضي يسهل عليها تنفيذ أجندة الفصل العنصري الذي يكفل للمستوطنين اليهود التمتع بالمزايا والمنافع التي توفرها الأرض الفلسطينية القابلة للزراعة والغنية بالموارد الطبيعية، وأن من شأن ذلك إضفاء الصفة الرسمية على نظام الفصل العنصري، كما أن إبرام الاتفاقيات حول "تبادل الأراضي" يعزز من الجهود التي تبذلها إسرائيل من أجل استمرار هيمنتها العنصرية على الأرض الفلسطينية المحتلة.

وحذر جبارين من خطورة الاعتراف بالوضع القائم المتمثل بفرض الوقائع الاحتلالية والعنصرية والاستيطانية وتهويد القدس وأسرلتها وبناء جدار الضم ومصادرة الأراضي، لأن هذا يعد مخالفًا للقانون الدولي، إضافة إلى أن ذلك يعد بمثابة تقديم مكافأة لإسرائيل على السياسات العدوانية والعنصرية التي تنتهجها، والتي تحرم الفلسطينيين من ممارسة حقهم في تقرير المصير. وأضاف "تقع جميع الدول تحت التزام يملي عليها الإحجام عن الاعتراف بقانونية مثل هذا الوضع، وعدم تقديم العون أو المساعدة في إدامته والإبقاء عليه والعمل على وضع حد لهذه الانتهاكات".

وقال إنه بالنظر إلى اختلال توازن القوى بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب الاحتلال الحربي للأرض الفلسطينية، فإن أي اتفاقية تنتقص من الحماية الممنوحة للفلسطينيين تعد غير قانونية بموجب أحكام القانون الدولي، "وتكون بذلك لاغية وباطلة في أساسها".

وأثار الحضور جملة من القضايا حول المناطق التي يدور الحديث عنها لتبادل الأراضي، وما هي نسبتها، علمًا أن النسب التي طرحت من قبل الجانب الإسرائيلي تزيد عن 13%، وتبدو مفتوحة في ضوء استمرار توسع المشروع الاستيطاني على الأرض الفلسطينية. كما أثيرت مسألة القدس والأماكن الدينية، والملكيات الخاصة والعامة، في المناطق التي يجري الحديث عن شمولها بمبدأ تبادل الأراضي، وما هو مصيرها في ظل أحكام القانون الدولي. كما تساءل الحضور عن موقف القانون الدولي من إبرام قيادة تحظى بالشرعية لاتفاقيات غير قانونية تمس بالحقوق الفلسطينية بالاستناد إلى مبدأ "تبادل الأراضي"، وماهية الخطوات التي يمكن اللجوء إليها لإبطال أي اتفاقيات تنتهكك أحكام وقواعد القانون الدولي، والجهة المخولة بالقيام بذلك.

وحذروا من المخاطر الناجمة عن تبني هذا المبدأ من قبل الجانب الفلسطيني، ولجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية، لاسيما أن ذلك أسهم في إضعاف الموقف الفلسطيني دون أن تدفع إسرائيل أي ثمن، بل إن الموافقة على هذا المبدأ أفرغت الموقف المطالب بإقرار إسرائيل بخط الرابع من حزيران 67 كأساس للبحث في قضية الحدود من مضمونه، إضافة إلى تشجيع دولة الاحتلال على تسريع تنفيذ خططها لتوسيع الكتل الاستيطانية وضم المزيد من المستوطنات إليها.

للمزيد إضغط/ي هنا

  • ALSO BY THIS AUTHOR

    • Lies, Deceit, and Criminality: Israel & the United States Attack Iran (Part II)

      Lies, Deceit, and Criminality: Israel & the United States Attack Iran (Part II)

      Join us for Part II of our series on the US-Israeli attack on Iran as we discuss the US' recent bombing of Iranian nuclear facilities as well as their national and regional implications.

    • Long Form Podcast Episode 9: Islamophobia, the West, and Genocide with Hatem Bazian

      Long Form Podcast Episode 9: Islamophobia, the West, and Genocide with Hatem Bazian

      Hatem Bazian addresses the historical trajectory of Islamophobia and its significance in understanding geopolitical transformation in the post-Cold War world. As Western ideologues shifted from their focus on the Soviet Union after the Cold War, and increasingly adopted the Clash of Civilizations paradigm to undergird their maintenance of global hegemony, Islam and Muslims replaced communism as the chief bogeyman. Bazian explains how and why this came about, and the centrality Palestine played in its development and operation, both in the West and for Israel. He also addresses US government disciplining of universities and particularly student activists.

    • Long Form Podcast Episode 8: Resigning the State Department Over Gaza With Hala Rharrit

      Long Form Podcast Episode 8: Resigning the State Department Over Gaza With Hala Rharrit

      In this episode of Long Form, Hala Rharrit discusses the factors that led her to resign from the US State Department, the mechanisms by which institutional corruption and ideological commitments of officials and representatives ensure US support for Israel, and how US decision-makers consistently violate international law and US laws/legislation. Rharrit also addresses the Trump administration’s claim that South Africa is perpetrating genocide against the country’s Afrikaaner population, and how this intersects with the US-Israeli campaign of retribution against South Africa for hauling Israel before the ICJ on charges of genocide.

مسارات" و"حملة المقاطعة" يبحثان آفاق مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها"

"مسارات" و"BDS" يبحثان آفاق مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها ضمن سلسلة الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر السنوي لمركز مسارات

ضمن سلسلة اجتماعاته للتحضير للمؤتمر السنوي الثالث، عقد المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية – مسارات اجتماعًا مع حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) في مقره في مدينة البيرة، بحضور عدد من سكرتاريا لجنة المقاطعة.

استهلت سكرتاريا لجنة المقاطعة الاجتماع باستعرض نماذج على النجاحات التي تم تحقيقها في مناهضة التطبيع الاقتصادي والأكاديمي والثقافي والشبابي والتقني مع دولة الاحتلال. وبينت أهمية التركيز على المبادرات والحملات ذات الأهداف المحددة لنشر المقاطعة محليا وعربيا ودوليا، إضافة إلى التحديات أمام توسيع دائرة التبني الفعلي لمقاطعة إسرائيل من قبل المجتمع الفلسطيني كإستراتيجية مقاومة مدنية وشعبية فعالة، وموقف السلطة الفلسطينية، واتساع بعض أشكال التطبيع في الفترة الأخيرة.

وركز الاجتماع على نشر وتعزيز ثقافة المقاطعة ومناهضة التّطبيع، حسب التعريف والمعايير المقرة من قبل اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، وعلى دراسة كيفية توسيع دائرة التبني والانخراط الفعلي في المقاطعة على كافة المستويات في المجتمع الفلسطيني، وعلى ضرورة التركيز على العلاقة بين المقاطعة ومناهضة التطبيع من جهة وتعزيز مجالات الصمود من جهة أخرى، بما في ذلك حماية الأرض عبر دعم الزراعة والمزارعين ومنتجاتهم، والتصدي لمخططات المصادرة والاستيطان، ودعم المواطنين المقيمين خلف الجدار.

وأكد الحضور على أهمية تحفيز التفكير الجماعي في وضع وتعميم خطط المقاطعة، محليا وعربيا ودوليا، والتركيز على تفعيل المبادرات، والتقييم الهادف لتطوير حركة المقاطعة، وعلى إبراز وتعميم التجارب الإيجابية الناجحة، كتلك التي طرحت خلال مؤتمر المقاطعة الأخير في بيت لحم، إضافة إلى تجارب المواطنين المقيمين خلف الجدار وفي الأغوار، لاسيما فيما يتعلق بالصمود وزراعة الأرض والاعتماد على الذات، وعلى ضرورة ربط تجمعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بإستراتيجيات المقاومة، وبخاصة المقاطعة ومقاومة التطبيع، كأحد أشكال المقاومة الشعبية، إضافة إلى أهمية ذلك في توسيع دائرة حشد التضامن الدولي الفعال مع القضية الفلسطينية ومناهضة نظام الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري.

وحثت سكرتاريا لجنة المقاطعة مركز مسارات على ضرورة استمرار تجربة المركز في الانتقال خارج رام الله بتنظيم مؤتمرات وورشات وغيرها من الفعاليات حول المقاطعة وإستراتيجيات المقاومة عموما في المدن الأخرى، وضرورة الاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى في إستراتيجيات المقاومة للاحتلال والفصل العنصري، بما في ذلك استضافة شخصيات أجنبية للتعرف على التجارب الأخرى، وبخاصة تجربة جنوب أفريقيا، وكذلك تسليط الضوء على الخطط التي خلصت إليها الورشات التمهيدية لمؤتمر المقاطعة الأخير وطرحها للنقاش العام.

للمزيد اضغط/ي هنا